khutbah sahabat thoriq bin ziyad, dalam penaklukan andalusia

Rounded Rectangle: الموضوع التاسع
خطبة طارق بن زياد
عند فتح الأندلس عام 92 هـ
" أيّها الناس! أين المَفرّ؟ البحرُ من ورائكم، والعدوّ أمامكم، وليس لكم والله إلاّ الصّدقُ والصّبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيَعُ من الأيتام في مأدُبةِ اللّئامِ، وقد استقبَلَكم عدوُّكم بجيشه وأسلحتِه، وأقواتُه موفورةٌ، وأنتم لا وزرَ لكم إلاّ سيوفُكم، ولا قوتَ إلاّ ما تستخلِصونه من أيدي عدوِّكم، وإن امتدّت بكم الأيامُ على افتقارِكم، ولم تُنجِزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوبُ من رُعْبِها منكم الجَراءةَ عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خُذلانَ هذه العاقِبة من أمركم بمُناجزَةِ هذا الطّاغية، وإنّ انتهاز الفُرصةِ فيه لممكنٌ إنْ سمَحتم لأنفسكم بالموت، وإنّي لم أحذِّرْكم أمراً أنا عنه بِنَجوةٍ، ولا حملتُكم على خُطّة أرخص مَتاعٍ فيها النفوسُ أربأ عنها بِنفسي.
واعلموا أنكم إنْ صبرتم على الأشقّ طويلاً استمتَعتم بالأرفه الألذِّ طويلا، وإنّي أول مُجيبٍ إلى ما دعوتكم إليه، وإنّي عند مُلتقى الجمعين حاملٌ بِنفسي على طاغية القوم لَذَريق فقاتِلُه إنْ شاء الله، فإنْ هلكتُ بعده فقد كفيتكم أمرَه، ولم يُعوزْكم بطلٌ عاقل تُسنِدون أمورَكم إليه، واكشفُوا الهممَ من فتح هذه الجزيرة بقتلِه فإنّهم بعدُ يُخذَلون ".

1 komentar: